قد تقدَّم الكلامُ على هذا مشعباً ، ولكنْ نَقَل الجرجانيُّ هنا أن " ألم " إشارةٌ إلى حروفِ المعجمِ كأنه يقول : هذه الحروفُ كتابُك أو نحوُ هذا ، ويدلُّ :
{ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ } [ آل عمران : 2-3 ] على ما تَرَكَ ذِكْرَه من خبرِ هذه الحروفِ ، وذلك في نَظْمِه مثلُ قولِه تعالى : { أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ }
[ الزمر : 22 ] وتركَ الجوابَ لدلالةِ قولِه : { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ اللَّهِ } [ الزمر : 22 ] عليه تقديرُه : كَمَنْ قسا قلبُه ، ومنه قَولُ الشاعر :
فلا تَدْفِنوني إنَّ دَفْني مُحَرَّمٌ *** عليكم ولكنْ خامِري أمُّ عامرِ
أي : ولكن اتركوني للتي يقال لها " خامري أم عامر " . انتهى .
قال ابنُ عطية : يَحْسُن في هذا القول - يعني قولَ الجرجاني - أن يكون " نَزَّل " خبرَ قولِه " الله " حتى يرتبطَ الكلامُ إلى هذا المعنى . قال الشيخ " وهذا الذي ذكره الجرجاني فيه نظرٌ ، لأنَّ مُثُلَه ليست صحيحة الشبهِ بالمعنى الذي نحا إليه ، وما قاله في الآية محتملٌ ، ولكنَّ الأبرعَ في الآية أن " ألم " لا تَضُمُّ ما بعدها إلى نفسها في المعنى ، وأن يكونَ قولُه : { اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [ آل عمران : 2 ] كلاماً مبتدأً جزماً جملةً رادَّةً على نصارى نَجْران " . قلت : هذا الذي ردَّه الشيخ على القاضي الجرجاني هو الذي اختاره الجرجاني وتبجَّج به ، وجَعَله أحسنَ الأقوالِ التي حكاها في كتابه " نظم القرآن " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.