المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

5- هل فيما ذكر من الأشياء ما يراه العاقل قسماً مقنعاً ؟

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

{ هَلْ فِي ذَلِكَ } المذكور { قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } أي : [ لذي ] عقل ؟ نعم ، بعض ذلك يكفي ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

ومن ثم يعقب عليه في النهاية : - " هل في ذلك قسم لذي حجر ؟ " وهو سؤال للتقرير . إن في ذلك قسما لذي لب وعقل . إن في ذلك مقنعا لمن له إدراك وفكر . ولكن صيغة الاستفهام - مع إفادتها التقرير - أرق حاشية . فهي تتناسق مع ذلك الجو الهامس الرقيق !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

وقوله : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } أي : لذي عقل ولب وحجا [ ودين ]{[30037]} وإنما سمي العقل حجْرًا لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال ، ومنه حجْرُ البيت لأنه يمنع الطائف من اللصوق بجداره الشامي . ومنه حجر اليمامة ، وحَجَرَ الحاكم على فلان : إذا منعه التصرف ، { وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا } [ الفرقان : 22 ] ، كل هذا من قبيل واحد ، ومعنى متقارب ، وهذا القسم هو بأوقات العبادة ، وبنفس العبادة من حج وصلاة وغير ذلك من أنواع القرب التي يتقرب بها [ إليه عباده ]{[30038]} المتقون المطيعون له ، الخائفون منه ، المتواضعون لديه ، الخاشعون لوجهه الكريم .


[30037]:- (3) زيادة من م.
[30038]:- (4) زيادة من م، أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

وقوله : هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ يقول تعالى ذكره : هل فيما أقسمت به من هذه الأمور مَقْنع لذي حِجر . وإنما عُنِي بذلك : إن في هذا القسم مكتفًى لمن عقل عن ربه ، مما هو أغلظ منه في الأقسام . فأما معنى قوله : لِذِي حِجْرٍ : فإنه لذي حِجًى وذي عقل يقال للرجل إذا كان مالكا نفسه قاهرا لها ضابطا : إنه لذو حَجَر ، ومنه قولهم : حَجَر الحاكم على فلان . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كُريب وأبو السائب ، قالا : حدثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : لِذِي حِجْرٍ قال : لذي النّهَى والعقل .

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله لِذِي حِجْرٍ قال : لأولي النّهَى .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال : ذو الحِجْر والنّهى والعقل .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال : لذي عقل ، لذي نُهًى .

قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأغرّ المِنقريّ ، عن خليفة بن الحصين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال : لذي لُبّ ، لذي حِجَى .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال : لذي عقل .

حدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : لذي عقل لذي رأي .

حدثني محمد بن عمارة ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد هَلْ فِي ذَلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال : لذي لبّ ، أو نُهًى .

حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن هلال بن خَبّاب ، عن مجاهد ، في قوله قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال : لذي عقل .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن هَلْ فِي ذَلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال : لذي حِلْم .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : لِذِي حِجْرٍ قال : لذي حِجًى وقال الحسن : لذي لُبّ .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ لذي حِجًى ، لذي عقل ولُبّ .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ قال : لذي عقل ، وقرأ : لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ولأولي الألباب ، وهم الذين عاتبهم الله ، وقال : العقل واللّبّ واحد ، إلاّ أنه يفترق في كلام العرب .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

جملة معترضة بين القَسم وما بعده من جوابه أو دليل جوابه ، كما في قوله تعالى : { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } [ الواقعة : 76 ] .

والاستفهام تقريري ، وكونه بحرف { هل } لأن أصل { هل } أن تدل على التحقيق إذ هي بمعنى ( قد ) .

واسم الإشارة عائد إلى المذكور مما أقسم به ، أي هل في القسم بذلك قَسم .

وتنكير { قسمَ } للتعظيم أي قسم كاففٍ ومُقنع للمُقْسم له . إذا كان عاقلاً أن يتدبر بعقله .

فالمعنى : هل في ذلك تحقيق لما أُقسم عليه للسامع الموصوف بأنه صاحب حِجر .

والحِجْر : العقل لأنه يَحجرُ صاحبه عن ارتكاب ما لا ينبغي ، كما سمي عقلاً لأنه يعْقِل صاحبه عن التهافت كما يعقِل العِقال البعيرَ عن الضَّلال .

واللام في قوله : { لذي حجر } لام التعليل ، أي قَسَم لأجل ذي عقل يمنعه من المكابرة فيعلم أن المقسم بهذا القَسَم صادق فيما أقسم عليه .