المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

34 - ولجعلنا لبيوتهم أبواباً وسرراً من فضة ينعمون بها ويتكئون عليها ، ولجعلنا لهم زينة من كل شيء ، وما كل ذلك المتاع الذي وصفناه لك إلا متاعاً فانياً مقصوراً على الحياة الدنيا ، وثواب الآخرة عند خالقك ومربيك مُعَد للذين اتقوا الشرك ، واجتنبوا الموبقات .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

ولجعل لهم { زخرفا } أي : لزخرف لهم دنياهم بأنواع الزخارف ، وأعطاهم ما يشتهون ، ولكن منعه من ذلك رحمته بعباده خوفا عليهم من التسارع في الكفر وكثرة المعاصي بسبب حب الدنيا ، ففي هذا دليل على أنه يمنع العباد بعض أمور الدنيا منعا عاما أو خاصا لمصالحهم ، وأن الدنيا لا تزن عند اللّه جناح بعوضة ، وأن كل هذه المذكورات متاع الحياة الدنيا ، منغصة ، مكدرة ، فانية ، وأن الآخرة عند اللّه تعالى خير للمتقين لربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، لأن نعيمها تام كامل من كل وجه ، وفي الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وهم فيها خالدون ، فما أشد الفرق بين الدارين " .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

{ وَزُخْرُفاً } أى : ولجعلنا لهم زخرفا ، ليستعملوه فى أسقف منازلهم ، وفى أبواب بيوتهم ، وفى غير ذلك من شئون حياتهم .

والزخرف : يطلق على الشئ الذى يتزين به . فيشمل الذهب والفضة ، وغيرهما مما يستعمله الناس فى تزيين بيوتهم .

وقوله : { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الحياة الدنيا والآخرة عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } أى : وما كل ما ذكرناه من البيوت الموصوفة بما ذكرناه من الصفات السابقة ، إلا شئ يتمتع به المتمتعون فى الحياة ، التى أمرها إلى زوال واضمحلال . .

أما الآخرة التى زينتها باقية لا تنتهى ولا تنقطع ، فهى عند ربك خاصة بالمؤمنين الصادقين ، الذين آثروا النعيم الباقى على النعيم الفانى ، فقدموا فى دنياهم العمل الصالح ، الذى ينفعهم فى أخراهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَزُخۡرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِينَ} (35)

واختلف الناس في " الزّخْرُف " – فقال ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : الزُّخْرُف : الذهب نفسه ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إيّاكم والحمرة فإنها من أحب الزينة إلى الشيطان ) ( {[10203]} ) .

قال القاضي أبو محمد رحمه الله :

الحُسْن أحمر والشهوات تتبعه . وقال ابن زيد : الزّخرف : أثاث البيت وما يتخذ له من الستور والنمارق( {[10204]} ) ونحوه ، وقالت فرقة : الزّخرف : التّزاويق والنقش ونحوه من التّزيين ، وشاهد هذا القول ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت ) ( {[10205]} ) . وقرأ جمهور القراء : ( وإن كل ذلك لَمَا ) بتخفيف الميم من [ لَمَّا ] ، فتكون [ إنْ ] مخففة من الثقيلة ، واللام في [ لَمَّا ] داخلة لتفصل بين النفي والإيجاب ، وقرأ عاصم ، وحمزة ، وهشام –بخلاف عنه- والحسن ، وطلحة ، والأعمش ، وعيسى : [ لَمَّا ] بتشديد الميم من [ لَمَّا ] ، ف [ إنْ ] نافية بمعنى ( ما ) ، و[ لَمَّا ] بمعنى ( إلاَّ ) ، وقد حكى سيبويه : «نشدتك إنْ لمَّا فعلت » ، وحمله على ( إلاَّ ) ، وفي مصحف أُبيّ بن كعب : «وما ذلك إلا متاع الحياة الدنيا » ، وقرأ أبو رجاء : [ لِمَا ] بكسر اللام وتخفيف الميم ، ف [ مَا ] بمعنى ( الذي ) والعائد عليها محذوف ، والتقدير : وإنْ كلّ ذلك للَّذي هو متاع الحياة الدنيا ، وفي قوله تعالى : ( والآخرة عند ربك للمتقين ) وعد كريم وتحريض على التقوى إذ في الآخرة هو التباين في المنازل .


[10203]:- أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره بقوله: وذُكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ... الحديث.
[10204]:- النّمارق: جمع نُمْرق، وهي الوسادة الصغيرة يتكأ عليها، وفي التنزيل العزيز: (ونمارق مصفوفة).
[10205]:- من الآية 24 من سورة يونس.