المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

60- والذين يعطون مما رزقهم الله ، ويؤدون عملهم وهم خائفون من التقصير ، لأنهم راجعون إلي الله بالبعث ومحاسبون .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا } أي : يعطون من أنفسهم مما أمروا به ، ما آتوا من كل ما يقدرون عليه ، من صلاة ، وزكاة ، وحج ، وصدقة ، وغير ذلك ، { و } مع هذا { قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي : خائفة { أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } أي : خائفة عند عرض أعمالها عليه ، والوقوف بين يديه ، أن تكون أعمالهم غير منجية من عذاب الله ، لعلمهم بربهم ، وما يستحقه من أصناف العبادات .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

ثم بين - سبحانه - صفتهم الرابعة فقال : { والذين يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } .

قرأ القراء السبعة { يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ } بالمد ، على أنه من الإتيان بمعنى الإعطاء ، والوجل : استشعار الخوف . يقال : وَجِل فلان وَجَلاً فهو واجل ، إذا خاف ، أى : يعطون ما يعطون من الصدقات وغيرها من ألوان البر ، ومع ذلك فإن قلوبهم خائفة أن لا يقبل منهم هذا العطاء ، لأى سبب من الأسباب فهم كما قال بعض الصالحين : لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم ، أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها .

قال الإمام ابن كثير ما ملخصه : أى : يعطون العطاء وهم خائفون أن لا يتقبل منهم ، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا فى القيام بشروط الإعطاء ، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط .

كما روى الإمام أحمد عن عائشة أنها قالت : " يا رسول الله { والذين يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } هو الذى يسرق ويزنى ويشرب الخمر ، وهو يخاف الله - عز وجل - ؟

قال : " لا يا بنت الصديق ، ولكنه الذى يصلى ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله - تعالى - " " .

ثم قال - رحمه الله - وقد قرأ آخرون : { والذين يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ . . } من الإتيان . أى : يفعلون ما فعلوا وهم خائفون . . .

والمعنى على القراءة الأولى - وهى قراءة الجمهور : السبعة وغيرهم - أظهر لأنه قال - بعد ذلك - : { أولئك يُسَارِعُونَ فِي الخيرات وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } فجعلهم من السابقين ، ولو كان المعنى على القراءة الأخرى ، لأوشك أن لا يكونوا من السابقين ، بل من المقتصدين أو المقتصرين .

وجملة { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } حال من الفاعل فى قوله - تعالى - { يُؤْتُونَ } .

وجملة { أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } تعليلية بتقدير اللام ، وهى متعلقة بقوله : { وَجِلَةٌ } .

أى : وقلوبهم خائفة من عدم القبول لأنهم إلى ربهم راجعون ، فيحاسبهم على بواعث أقوالهم وأعمالهم ، وهم - لقوة إيمانهم - يخشون التقصير فى أى جانب من جوانب طاعتهم له - عز وجل - .

وقد جاءت هذه الصفات الكريمة - كما يقول الإمام الرازى - فى نهاية الحسن ، لأن الصفة الأولى دلت على حصول الخوف الشديد الموجب للاحتراز عما لا ينبغى ، والثانية : دلت على قوة إيمانهم بآيات ربهم ، والثالثة دلت على شدة إخلاصهم ، والرابعة : دلت على أن المستجمع لتلك الصفات يأتى بالطاعات مع الوجل والخوف من التقصير ، وذلك هو نهاية مقامات الصديقين ، رزقنا الله - سبحانه - الوصول إليها .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

وقوله : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } أي : يعطون العطاء{[20576]} وهم خائفون{[20577]} ألا يتقبل منهم ، لخوفهم{[20578]} أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء . وهذا من باب الإشفاق والاحتياط ، كما قال الإمام أحمد

حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا مالك بن مِغْوَل ، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن وهب ، عن عائشة ؛ أنها قالت : يا رسول الله ، { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } ، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر ، وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال : " لا يا بنت أبي بكر ، يا بنت الصديق ، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق ، وهو يخاف الله عز وجل " .

وهكذا رواه الترمذي وابن أبي حاتم ، من حديث مالك بن مِغْوَل ، به بنحوه{[20576]} . وقال : " لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ، وهم يخافون ألا يقبل منهم ، { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } قال الترمذي : ورُوي هذا الحديث من حديث عبد الرحمن بن سعيد ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا{[20577]} .

وهكذا قال ابن عباس ، ومحمد بن كعب القرظي ، والحسن البصري في تفسير هذه الآية .

وقد قرأ آخرون هذه الآية : " والذين يأتون ما أتوا وقلوبهم وجلة " أي : يفعلون ما يفعلون وهم خائفون ، وروي هذا مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ كذلك .

قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا صخر بن جُوَيْرِية ، حدثنا إسماعيل المكي ، حدثني أبو خلف مولى بني جُمَح : أنه دخل مع عُبَيد بن عُمَيْر على{[20578]} عائشة ، رضي الله عنها ، فقالت : مرحبًا بأبي عاصم ، ما يمنعك أن تزورنا - أو : تُلِمّ بنا ؟ - فقال : أخشى أن أمُلَّك . فقالت : ما كنت لتفعل ؟ قال : جئت لأسأل{[20582]} عن آية في كتاب الله عز وجل ، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ؟ قالت : أيَّة آية ؟ فقال : { الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا } أو { الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا } ؟ فقالت : أيتهما{[20583]} أحب إليك ؟ فقلت : والذي نفسي بيده ، لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعًا{[20584]} - أو : الدنيا وما فيها - قالت : وما هي ؟ فقلت : { الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا } فقالت : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها ، وكذلك أنزلت ، ولكن الهجاء حرف{[20585]} .

إسماعيل بن مسلم المكي ، وهو ضعيف .

والمعنى على القراءة الأولى - وهي قراءة الجمهور : السبعة وغيرهم - أظهر ؛ لأنه قال : { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } ، فجعلهم من السابقين . ولو كان المعنى على القراءة الأخرى لأوشك ألا يكونوا من السابقين ، بل من المقتصدين أو المقصرين ، والله تعالى أعلم .


[20576]:- المسند (6/159) وسنن الترمذي برقم (3175).
[20577]:- سنن الترمذي برقم (3175).
[20578]:- في أ : "إلى".
[20582]:- في ف : "لأسألك".
[20583]:- في أ : "أيتها".
[20584]:- في ف : "جميعها".
[20585]:- المسند (6/95).
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

وقوله { والذين يؤتون ما آتوا } على قراءة الجمهور ، يعطون ما أعطوا وقال الطبري : يريد الزكاة المفروضة وسائر الصدقة ، وروي نحوه عن ابن عمر ومجاهد ع وإنما ضمهم إلى هذا التخصيص أن العطاء مستعمل في المال على الأغلب ، قال ابن عباس وابن جبير : هو عام في جميع أعمال البر ، وهذا أحسن كأنه قال : والذين يعطون من أنفسهم في طاعة الله ما بلغه جهدهم ، وقرأت عائشة أم المؤمنين وابن عباس وقتادة والأعمش «يأتون ما أتوا » ومعناه يفعلون ما فعلوا ورويت هذه القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم{[8507]} وذهبت فرقة إلى أن معناه من المعاصي ، وذهبت فرقة إلى أن ذلك في جميع الأعمال طاعتها ومعصيتها وهذا أمدح ، وأسند الطبري عن عائشة أنها قالت يا رسول الله قوله تعالى { يؤتون ما آتوا } هي في الذي يزني ويسرق قال «لا يا بنت أبي بكر بل هي في الرجل يصوم ويتصدق وقلبه وجل يخاف أن لا يتقبل منه »{[8508]} .

قال القاضي أبو محمد : ولا نظر مع الحديث ، و «الوجل » نحو الإشفاق والخوف وصورة هذا الوجل أما المخلط فينبغي أن يكون أبداً تحت خوف من أن يكون ينفذ عليه الوعيد بتخليطه ، وأما التقي والتائب فخوفه أمر الخاتمة وما يطلع عليه بعد الموت ، وفي قوله تعالى { أنهم إلى ربهم راجعون } تنبيه على الخاتمة ، وقال الحسن : معناه الذين يفعلون ما يفعلون من البر ويخافون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم ع وهذه عبارة حسنة ، وروي عن الحسن أيضاً أنه قال : المؤمن يجمع إحساناً وشفقة والمنافق يجمع إساءة وأمناً ، وقرأ الجمهور «أنهم » بفتح الألف والتقدير بأنهم أو لأنهم أو من أجل أنهم ويحتمل أن يكون قوله { وجلة } عاملة في «أن » من حيث إنها بمعنى خائفة .

وقرأ الأعمش «إنهم » بالكسر على إخبار مقطوع في ضمنه تخويف ، ثم أخبر تعالى عنهم بأنهم يبادرون إلى فعل الخيرات .


[8507]:أخرج سعيد بن منصور، وأحمد، والبخاري في تاريخه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أشته وابن الأنباري معا في "المصاحف"، والدارقطني في "الأفراد"، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {والذين يؤتون ما آتوا} أو {والذين يأتون ما أتوا} فقالت: أيهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعا، قالت: أيهما؟ قلت: {والذين يأتون ما أتوا}، فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أنزلت، ولكن الهجاء حرف. (الدر المنثور). ولنا وقفة أمام هذا وخصوصا ما ذكر عن تحريف الهجاء؛ لأنه لو كان الأمر تحريف لما غفل عنه القراء والمحققون، لأنهم أصحاب غيرة على القرآن بالذات، وعلى الحقيقة في أي رواية، وهم دائما يتحرون وجه الصواب في كل ما يروى وينقل حتى ولو كان في غير القرآن، وإذا فالأمر أمر رواية لا تحريف. ولو كان الأمر أمر تحريف فلنا أن نسأل: هل وقع هذا التحريف في بعض المصاحف أم في كل المصاحف؟ لو أن هذا التحريف وقع في بعض المصاحف فكيف اتفق عليه كل القراء أو أكثرهم بهذه الصورة؟ وكيف لم يقرأ "بالصواب" إلا قلة ضئيلة؟ هل يعقل أن تتفق الكثرة على الخطأ وأن يكون الصواب موضع اتجاه القلة؟ ولو أن هذا التحريف وقع في جميع المصاحف لما كان تحريفا، بل هو اتفاق وإجماع، ولا يمكن أن نقول عنه تحريف. ولو تصورنا أن التحريف وارد في [آتوا] لأن الفرق بين رسم المدة فوق الألف فيها وبين رسم الهمزة في [أتوا] لما كان واردا أبدا في قوله تعالى [يؤتون]، لأن الفرق في الرسم بينها وبين الرسم في [يأتون] واضح قوي لا يتأتى معه الخطأ من القارئ وبخاصة في القرآن الكريم. ومن ناحية أخرى يقول الفراء: "ولو صحت هذه القراءة عن عائشة رضي الله عنها لم تخالف قراءة الجماعة؛ لأن الهمز من العرب من يلزم فيه الألف في كل الحالات إذا كتب، فيكتب "سئل الرجل" بألف بعد السين، و "يستهزئون" بألف بين الزاي والواو، "شيء" و "شيء" بألف بعد الياء، فغير مستنكر أن يكتب "يؤتون" بألف بعد الياء، وكلام الفراء يوضح أمرين: أولهما أنه يشك في صحة الرواية بدليل قوله: "ولو صحت"، والثاني أنه يبين السبب في رسم الهمزة على ألف بعد الياء بأن هذه قاعدة يلتزمها بعض العرب، وعليه فتكون القراءة للرسم بالألف هي كالقراءة للرسم بالواو. وإذا تأملنا في رواية ابن جرير الطبري في تفسيره نراه ينقلها عن أبي خلف، وفيها يقول: "دخلت مع عبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فسألها عبيد: كيف نقرأ هذه الحرف {والذين يؤتون ما آتوا}، فقالت: {يأتون ما أتوا}، وكأنها تأولت في ذلك: والذين يفعلون ما يفعلون من الخيرات وهم وجلون من الله. وليس فيها أنها سألته وأنه أجاب، ثم قالت: أشهد...الخ... لأنه من غير المعقول أن تسأل عائشة رضي الله عنها أحدا مثل هذا السؤال، والقرآن ليس على هوى الناس، فهو توقيف من الله فكيف نجعله عرضة للأهواء والميول؟ هذا السؤال نفسه يجعلنا نشك في هذه الرواية، ونؤيد رواية أبي خلف التي ينص فيها على أن عائشة رضي الله عنها تأولت الآية، فهو فهم منها وتأويل. وقد روي الحديث عن أبي مليكة أنها قالت: لأن تكون هذه الآية كما أقرأ أحب إلي من حمر النعم، فقال لها ابن عباس رضي الله عنهما ما هي؟ فقالت: {والذين يؤتون ما آتوا} ـ هكذا في الدر المنثور. فكيف نجمع بين هذه الرواية وبين الرواية الأخرى، مع ملاحظة أن كلمة التحريف والتصحيف كلمة عرفت وألفت بعد عائشة رضي الله تعالى عنها، فلم تكن الكتابة والقراءة في أيامها بالكثرة التي حدثت بعد ذلك ودخل فيها التحريف والتصحيف كما اتفق عليه المحققون. فهو في رأينا اصطلاح لاحق ورد على ألسنة بعض الناس وليس من صلب الحديث، وصحيح أنها وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: {يحرفون الكلم عن مواضعه}، ولكن من الصحيح أيضا أن عائشة رضي الله عنها لا يمكن أن تقصد هذا المعنى الذي أوردته الآية الكريمة، والله أعلم.
[8508]:رواه أحمد في مسنده، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم وصححه، والذهبي، وذكره السيوطي في الدر المنثور، وزاد ممن رواه عبد بن حميد، وابن جرير، والفريابي، وابن أبي الدنيا في "نعت الخائفين"، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان".