تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ} (12)

{ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك } ، وذلك أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم في يونس : { ائت بقرآن غير هذا } ليس فيه ترك عبادة آلهتنا ولا عيبها ، { أو بدله } [ يونس :15 ] أنت من تلقاء نفسك ، فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسمعهم عيبها رجاء أن يتبعوه ، فأنزل الله تعالى : { فلعك تارك بعض ما يوحى إليك } ، يعنى ترك ما أنزل إليك من أمر الآلهة ، { وضائق به صدرك } في البلاغ ، أراد أن يحرضه على البلاغ ، { أن يقولوا لولا } يعنى هلا ، { أنزل عليه كنز } يعنى المال من السماء فيقسمه بيننا ، { أو جاء معه ملك } يعينه ويصدقه بقوله : إن كان محمد صادقا في أنه رسول ، ثم رجع إلى أول هذه الآية ، فقال : بلغ يا محمد ، { إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل } [ آية :12 ] يعنى شهيد بأنك رسول الله تعالى .