تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا ٱللَّهُۚ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فِيٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَقَالُوٓاْ إِنَّا كَفَرۡنَا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَنَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ} (9)

ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية لئلا يكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه : { ألم يأتكم نبؤا } ، يعني حديث ، { الذين من قبلكم } من الأم حديث { قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم } من الأمم التي عذبت ، عاد ، وثمود ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وغيرهم ، { لا يعلمهم } ، يعني لا يعلم عدتهم أحد ، { إلا الله } عز وجل ، { جاءتهم رسلهم بالبينات } ، يعني أخبرت الرسل قومهم بنزول العذاب بهم ، نظيرها في الروم : { وجاءتهم رسلهم بالبينات } [ الروم :9 ] ، يعني بنزول العذاب بهم في الدنيا .

{ فردوا أيديهم في أفواههم } ، يقول : وضع الكفار أيديهم في أفواههم ، ثم قالوا للرسل : اسكتوا ، فإنكم كذبة ، يعنون الرسل ، وأن العذاب ليس بنازل بنا في الدنيا ، { وقالوا } للرسل : { إنا كفرنا بما أرسلتم به } ، يعني بالتوحيد ، { وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب } [ آية :9 ] يعني بالريبة أنهم لا يعرفون شكهم .