جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا ٱللَّهُۚ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فِيٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَقَالُوٓاْ إِنَّا كَفَرۡنَا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَنَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ} (9)

{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } ، من الكفار كلام مستأنف من الله تعالى أو من تمام كلام موسى والأول أظهر فقد نقل أن قصة عاد وثمود ليست في التوراة ، { قوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } أي : بعد هؤلاء من الأمم المكذبة ، { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ } : لا يحصي عددهم لكثرتهم إلا الله تعالى ولهذا قال بعض السلف : كذب النسابون{[2556]} ، { جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ } : المعجزات الواضحات ، { فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ } ، أي : الكفار عضوها من الغيظ أو أشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وإلى ما نطقت ألسنتهم به من قولهم : " إنا كفرنا بما أرسلتم به " ، أي : جوابنا ليس عندنا غيره أو وضعوا أيديهم على أفواههم كما يفعل ذلك من غلبة الضحك ، أي : ضحكوا و تعجبوا ووضعوها عليها مشيرين للأنبياء بالسكوت أو أخذ الكفار أيدي الرسل ووضعوها على أفواه الرسل ليسكتوهم ، أو الرسل لما أيسوا منهم ، وضعوا أيديهم على أفواه أنفسهم ، وسكتوا ووضعوا الكفار أيدي أنفسهم على أفواه الرسل ، ردا أو تكذيبا لهم ، أو منعا لهم من الكلام ، أو سكتوا عن الجواب يقال للرجل إذا أمسك عن الجواب : رد يده في فيه . { وقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ } ، على زعمكم ، { وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ{[2557]} } : موقع في الريبة .


[2556]:قاله ابن مسعود وعروة بن الزبير: يعني أنهم يدعون علم الأنساب.
[2557]:صفة توكيد بادروا أولا إلى التكذيب المحض ثم أخبروا أنهم في ترددهم كأنهم نظروا بعض نظر اقتضى انتقالهم من التكذيب المحض إلى التردد، أو هما قولان من طائفتين طائفة بادرت بالتكذيب و طائفة شكت وهذا الشك أيضا كفر، قالت لهم رسلهم: أفي الله شك / 12 وجيز.