تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا} (93)

{ أو يكون لك بيت من زخرف } ، يعنى من ذهب ، فإن لم تستطع شيئا من هذا ، فأسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ، يعنى جانبا من السماء ، كما زعمت في سورة سبأ : { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا } ، يعنى جانبا ، { من السماء } [ سبأ :9 ] .

ثم قال : والذي يحلف به عبد الله ، لا أصدقك ولا أؤمن بك حتى تسند سلما ، فترقى فيها إلى السماء ، وأنا أنظر إليك ، فتأتي بكتاب من عند الله عز وجل بأنك رسوله ، أو يأمرنا باتباعك ، وتجيء الملائكة يشهدون أن الله كتبه ، ثم قال : والله ما أدري إن فعلت ذلك أؤمن بك أم لا ، فذلك قوله سبحانه : { أو تأتي بالله } ، معاينة ، فيخبرنا أنك نبي رسول ، أو تأتي بالملائكة قبيلا ، يعنى كفيلا ، يشهدون بأنك رسول الله عز وجل فذلك قوله : { أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا } ، يعنى من السماء ، { كتابا نقرؤه } من الله عز وجل بأنك رسوله خاصة ، فأنزل الله تعالى ، { قل } لكفار مكة { سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا } آية ، نزه نفسه جل جلاله عن تكذيبهم إياه لقولهم لم يبعث محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا ، يقول : ما أنا إلا رسول من البشر .