الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا} (93)

قوله تعالى : { أَوْ تَرْقَى } : فعل مضارعٌ منصوبٌ تقديراً ، لأنه معطوفٌ على " تَفَجُّرَ " ، أي : أو حتى تَرْقَى في السماء ، أي : في معارجِها ، والرُّقِيُّ : الصُّعودُ . يقال : رَقِي بالكسرِ يَرْقى بالفتح رُقَيَّاً على فُعول ، والأصل رُقُوْي ، فَأُدْغم بعد قلبِ الواو ياءً ، ورَقْياً بزنة ضَرْب . قال الراجز :

أنتَ الذي كلَّفْتني رَقْيَ الدَّرجْ *** على الكَلالِ والمَشِيْبِ والعَرَجْ

قوله : " نَقْرَؤُه " يجوز فيه وجهان ، أحدهما : أن يكون نعتاً ل " كتاباً " . والثاني : أن يكونَ [ حالاً ] مِنْ " نا " في " علينا " قاله أبو البقاء ، وهي حالٌ مقدرةٌ ، لأنهم إنما يقرؤونه بعد إنزالِه لا في حالِ إنزالِه .

قوله : { قُلْ سُبْحَانَ } قرأ ابنُ كثير وابنُ عامر " قال " فعلاً ماضياً إخباراً عن الرسولِ عليه السلام بذلك ، والباقون " قُلْ " على الأمر/ أمراً منه تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم بذلك ، وهي مرسومةٌ في مصاحف المكيين والشاميين : " قال " بألف ، وفي مصاحِفِ غيرِهم " قُلْ " بدونها ، فكلٌ وافق مصحفَه .

قوله : { إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } يجوزُ أَنْ يكونَ " بشراً " خبرَ " كنتُ " و " رسولاً " صفتُه ، ويجوز أن يكون " رسولاً " هو الخبر ، و " بَشَراً " حالٌ مقدمةٌ عليه .