بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا} (93)

{ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مّن زُخْرُفٍ } ، أي من ذهب . { أَوْ ترقى في السماء } ، أي تصعد إلى السماء .

{ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيّكَ } ، أي لصعودك . { حَتَّى تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نقرأه } ، روى أسباط ، عن السدي أنه قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، جاءه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وعبد الله بن أمية المخزومي أخو أم سلمة ، فأبى أن يبايعهما ، فقالت أم سلمة : ما بال أخي يكون أشقى الناس بك يا رسول الله وابن عمك ؟ فقال : « أمَّا ابْنُ عَمِّي ، فَإنَّهَ كَانَ يَهْجُونا ؛ وأمَّا أَخُوكِ ، فَإنَّهُ زَعَمَ أنَّهُ لا يُؤْمِنُ بِي حَتَّى أَرْقَى فِي السَّمَاءِ ؛ وَلَوْ رَقِيتُ إلَى السَّمَاءِ ، لَنْ يُؤْمِنَ حَتَّى آتِيَهُ بِكِتَابٍ يَقْرَؤُهُ » . ثم دعاهما ، فقبل منهما وبايعهما .

قال الله تعالى : { قُلْ سبحان رَبّى هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً } ، فإني لا أقدر على ما تسألوني . قرأ ابن كثير وابن عامر { قَالَ سبحانك رَبّى } بالألف على وجه الحكاية وقرأ الباقون : { قُلْ سبحان } بغير ألف على وجه الأمر .