{ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ من زُخْرُفٍ } أي : من ذهب ، وبه قرأ ابن مسعود ، وأصله : الزينة ، والمزخرف : المزين ، وزخارف الماء : طرائقه ، وقال الزجاج : هو الزينة ، فرجع إلى الأصل معنى الزخرف ، وهو بعيد ؛ لأنه يصير المعنى : أو يكون لك بيت من زينة { أَوْ ترقى فِي السماء } أي : تصعد في معارجها يقال : رقيت في السلم : إذا صعدت وارتقيت .
مثله { وَلَن نؤْمِنَ لِرُقِيّكَ } أي : لأجل رقيك ، وهو مصدر نحو : مضى يمضي مضياً ، وهوى يهوي هوياً { حَتَّى تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَأهُ } أي : حتى تنزل علينا من السماء كتاباً يصدقك ويدل على نبوّتك نقرؤه جميعاً ، أو يقرؤه كل واحد منا ، وقيل : معناه : كتاباً من الله إلى كل واحد منا كما في قوله : { بَلْ يُرِيدُ كُل امرئ منْهُمْ أَن يؤتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً } [ المدثر : 52 ] فأمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بما يفيد التعجب من قولهم ، والتنزيه للربّ سبحانه عن اقتراحاتهم القبيحة فقال : { قُلْ سبحان رَبّي } أي : تنزيهاً لله عن أن يعجز عن شيء . وقرأ أهل مكة والشام ( قال سبحان ربي ) يعني النبي صلى الله عليه وسلم { هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا } من البشر لا ملكاً حتى أصعد السماء { رَسُولاً } مأموراً من الله سبحانه بإبلاغكم ، فهل سمعتم أيها المقترحون لهذه الأمور أن بشراً قدر على شيء منها ؟ وإن أردتم أني أطلب ذلك من الله سبحانه حتى يظهرها على يدي ، فالرسول إذا أتى بمعجزة واحدة كفاه ذلك ، لأن بها يتبين صدقه ، ولا ضرورة إلى طلب الزيادة ، وأنا عبد مأمور ليس لي أن أتحكم على ربي بما ليس بضروري ، ولا دعت إليه حاجة ، ولو لزمتني الإجابة لكل متعنت لاقترح كل معاند في كل وقت اقتراحات ، وطلب لنفسه إظهار آيات ، فتعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً ، وتنزّه عن تعنتاتهم ، وتقدّس عن اقتراحاتهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.