تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ} (159)

{ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } وهم أصحاب الكتاب ، كتموا محمدا صلى الله عليه وسلم والإسلام { أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } تفسير الكلبي : عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، إن الكافر إذا حمل على سريره ، قال روحه وجسده : ويلكم أين تذهبون بي ، فإذا وضع في قبره ورجع عنه أصحابه ، أتاه منكر ونكير ، أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف يخدان الأرض بأنيابهما ، ويطأن في أشعارهما فيجلسانه ، ثم يقولان له : من ربك ؟ فيقول لا أدري ، فيقال له : لا دريت ، ثم يقولان له : ما دينك ؟ فيقول : لا أدري ، فيقال له : لا دريت ، ثم يقولان له من نبيك ؟ فيقول : لا أدري ، فيقال له : لا دريت ، هكذا كنت في الدنيا ، ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها ، فيقال له : هذه الجنة التي لو كنت آمنت بالله ، وصدقت رسوله صرت إليها ، لن تراها أبدا ، ثم يفتح له باب إلى النار ، فيقال له : هذه النار التي أنت صائر إليها ، ثم يضيق عليه قبره ، ثم يضرب ضربة بمرزبة من حديد لو أصابت جبلا لارفَضَّ ما أصابت منه ، قال : فيصيح عند ذلك صيحة يسمعها كل شيء غير الثقلين فلا يسمعها شيء إلا لعنة ، فهو قوله عز ذكره { أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } . {[96]}


[96]:قال سفيان الثوري: قال لنا الكلبي: ما حدثت عن أبي صالح، عن ابن عباس، فهو كذب، فلا ترووه. انظر: تهذيب الكمال (25/246-253).