تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40)

ثم أخبر عن ظلم كفار مكة ، فقال سبحانه : { الذين أخرجوا من ديارهم } وذلك أنهم عذبوا منهم طائفة ، وآذوا بعضهم بالألسن ، حتى هربوا من مكة إلى المدينة { بغير حق إلا أن يقولوا } يقول : لم يخرج كفار مكة المؤمنين من ديارهم ، إلا أن يقولوا : { ربنا الله } فعرفوه ووحدوه ، ثم قال سبحانه : { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } يقول : لولا أن يدفع الله المشركين بالمسلمين لغلب المشركون فقتلوا المسلمين { لهدمت } يقول : لخربت { صوامع } الرهبان { وبيع } النصارى { وصلوات } يعنى اليهود { ومساجد } المسلمين { يذكر فيها اسم الله كثيرا } كل هؤلاء الملل يذكرون الله كثيرا في مساجدهم ، فدفع الله ، عز وجل ، بالمسلمين عنها .

ثم قال سبحانه وتعالى : { ولينصرن الله } على عدوه { من ينصره } يعنى من يعنيه حتى يوحد الله ، عز وجل ، { إن الله لقوي } في نصر أوليائه { عزيز } آية ، يعنى منيع في ملكه وسلطانه نظيرها في الحديد { . . . وليعلم الله من ينصره . . . } [ الحديد :25 ] يعنى من يوحده ، وغيرها في الأحزاب ، وهود . وهو سبحانه أقوى وأعز من خلقه .