قوله عز وجل : { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } فيه ستة تأويلات :
أحدها : ولولا دفع الله المشركين بالمسلمين ، وهذا قول ابن جريج .
الثاني : ولولا دفع الله عن الدين بالمجاهدين ، وهذا قول ابن زيد .
والثالث : ولولا دفع الله بالنبيين عن المؤمنين ، وهذا قول الكلبي .
والرابع : ولولا دفع الله بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن بعدهم من التابعين ، وهذا قول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .
والخامس : ولولا دفع الله بشهادة الشهود عن الحقوق ، وهذا قول مجاهد .
والسادس : ولولا دفع الله عن النفوس بالفضائل ، وهذا قول قطرب .
ويحتمل عندي تأويلاً سابعاً : ولولا دفع الله عن المنكر بالمعروف .
{ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ } فيه قولان :
أحدها : أنها صوامع الرهبان ، وهذا قول مجاهد .
والثاني : أنها مصلى الصابئين ، وهو قول قتادة .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " صَوْمَعَةُ المُؤْمِنِ بَيْتُه " وسميت صومعة لانضمام طرفيها ، والمنصمع : المنضم ، ومنه أذنٌ صمعاء .
أحدهما : أنها بيع النصارى ، وهو قول قتادة .
والثاني : أنها كنائس اليهود ، وهو قول مجاهد . والبيعة اسم أعجمي مُعَرَّب .
أحدهما : أنها كنائس اليهود يسمونها : صلوتا ، فعرب جمعها ، فقيل صلوات ، وهذا قول الضحاك .
والثاني : معناه : وتركت صلوات ، ذكره ابن عيسى .
{ وَمَسَاجِدُ } المسلمين ، ثم فيه قولان :
أحدهما : لهدمها الآن المشركون لولا دفع الله بالمسلمين ، وهو معنى قول الضحاك .
والثاني : لهدمت صوامع في أيام شريعة موسى ، وبيع في أيام شريعة عيسى ، ومساجد في أيام شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول الزجاج . فكان المراد بهدم كل شريعة الموضع الذي يعبد الله فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.