التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40)

قوله تعالى { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا }

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } يقول : دفع بعضهم بعضا في الشهادة ، وفي الحق ، وفيما يكون من قبل هذا ، يقول : لولاهم لأهلكت هذه الصوامع وما ذكر معها .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { لهدمت صوامع } قال : صوامع الرهبان .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ، قال { وبيع } قال : وكنائس .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة { لهدمت صوامع } قال : هي للصابئين { وبيع } للنصارى { وصلوات } قال : كنائس اليهود { ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا } قال : المساجد : مساجد المسلمين يذكر فيها اسم الله كثيرا .

قوله تعالى { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز } بين الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه أقسم لينصرن من ينصره ، ومعلوم أن نصر الله إنما هو بإتباع ما شرعه وبامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ونصرة رسله وإتباعهم ونصرة دينه وجهاد أعدائه وقهرهم حتى تكون كلمته جل وعلا هي العليا ، وكلمة أعدائه السفلى . ثم إن الله جل وعلا بين صفات الذين وعدهم بنصره ليميزهم من غيرهم فقال مبينا من أقسم أنه ينصره ، لأنه ينصر الله جل وعلا { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر } الآية وما دلت عليه هذه الآية الكريمة : من أن من نصر الله نصره الله جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم } وقوله تعالى { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم المنصورون إن جندنا لهم الغالبون } . . .