تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلّٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَـٰٓءِيلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَىٰةُۚ قُلۡ فَأۡتُواْ بِٱلتَّوۡرَىٰةِ فَٱتۡلُوهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (93)

{ كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة } ، وذلك أن يعقوب بن إسحاق خرج ذات ليلة ليرسل الماء في أرضه ، فاستقبله ملك ، فظن أنه لص يريد أن يقطع عليه الطريق ، فعالجه في المكان الذي كان يقرب فيه القربان يدعى شانير ، فكان أول قربان قربه بأرض المقدس ، فلما أراد الملك أن يفارقه ، غمز فخذ يعقوب برجليه ليريه أنه لو شاء لصرعه ، فهاج به عرق النساء ، وصعد الملك إلى السماء ، ويعقوب ينظر إليه ، فلقي منها البلاء ، حتى لم ينم الليل من وجعه ، ولا يؤذيه بالنهار ، فجعل يعقوب لله عز وجل تحريم لحم الإبل وألبانها ، وكان من أحب الطعام والشراب إليه ، لئن شفاه الله .

قالت اليهود : جاء هذا التحريم من الله عز وجل في التوراة ، قالوا : حرم الله على يعقوب وذريته لحوم الإبل وألبانها ، قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل } لليهود { فأتوا بالتوراة فاتلوها } فاقرءوها { إن كنتم صادقين } بأن تحريم لحوم الإبل في التوراة ، فلم يفعلوا .