النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلّٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَـٰٓءِيلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَىٰةُۚ قُلۡ فَأۡتُواْ بِٱلتَّوۡرَىٰةِ فَٱتۡلُوهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (93)

{ كلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَآئِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَآئِيلُ{[564]} عَلَى نَفْسِهِ } سبب نزول هذه الآية أن اليهود أنكروا تحليل النبي صلى الله عليه وسلم لحوم الإبل ، فأخبر الله تعالى بتحليلها لهم حين حرَّمها إسرائيل على نفسه ، لأنه لما أصابه وجع العرق الذي يقال له [ عرق ] النسا ، نذر تحريم العروق على نفسه{[565]} ، وأحب الطعام إليه ، وكانت لحوم الإبل من أحب الطعام إليه .

واختلفوا في تحريم إسرائيل على نفسه هل كان بإذن الله تعالى أم لا على اختلافهم في اجتهاد الأنبياء على قولين :

أحدهما : لم يكن إلا بإذنه وهو قول من زعم أن ليس{[566]} لنبي أن يجتهد .

والثاني : باجتهاده من غير إذن ، وهو قول من زعم أن للنبي أن يجتهد{[567]} .

واختلفوا في تحريم اليهود ذلك على أنفسهم على قولين :

أحدهما : أنهم حرموه على أنفسهم اتباعاً لإسرائيل .

والثاني : أن التوراة نزلت بتحريمها فحرموها بعد نزولها ، والأول أصح .


[564]:- إسرائيل هو يعقوب عليه السلام.
[565]:- سقط من ك.
[566]:- سقطت من ك.
[567]:- وهذا هو الراجح لأن الله تعالى أضاف التحريم إلى يعقوب فقال تعالى "حرم إسرائيل على نفسه" أي أن ذلك كان باجتهاد منه.