تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞وَمَن يُهَاجِرۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُرَٰغَمٗا كَثِيرٗا وَسَعَةٗۚ وَمَن يَخۡرُجۡ مِنۢ بَيۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (100)

فقال ابن عباس ، رضي الله عنه : أنا يومئذ من الولدان ، وأمي من النساء ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية إلى مسلمي مكة ، فقال جندب بن حمزة الليثي ، ثم الجندعي لبنيه : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لهاد بالطريق ولو مت لنزلت في الآية ، وكان شيخا كبيرا ، فحمله بنوه على سريره متوجها إلى المدينة ، فمات بالتنعيم ، فبلغ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم موته ، فقالوا : لو لحق بنا لأتم الله أجره ، فأراد الله عز وجل أن يعلمهم أنه لا يخيب من التمس رضاه ، فأنزل الله عز وجل : { ومن يهاجر في سبيل الله } ، يعني في طاعة الله إلى المدينة ، { يجد في الأرض مراغما كثيرا } ، يعني متحولا عن الكفر ، { وسعة } في الرزق { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما } .