تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٍ أَن يَقۡتُلَ مُؤۡمِنًا إِلَّا خَطَـٔٗاۚ وَمَن قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَـٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُواْۚ فَإِن كَانَ مِن قَوۡمٍ عَدُوّٖ لَّكُمۡ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ وَإِن كَانَ مِن قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞ فَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ وَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ تَوۡبَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (92)

{ وما كان لمؤمن } ، يعني عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، يقول : ما كان ينبغي لمؤمن { أن يقتل مؤمنا } ، يعني الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة من بني عامر بن لؤي ، { إلا خطئا } ، وذلك أن الحارث أسلم في موادعة أهل مكة ، فقتله عياش خطأ ، وكان عياش قد حلف على الحارث بن يزيد ليقتلنه ، وكان الحارث يومئذ مشركا ، فأسلم الحارث ولم يعلم به عياش فقتله بالمدينة ، { ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة } ، أي التي قد صلت لله ووحدت الله ، { ودية مسلمة إلى أهله } ، أي المقتول ، { إلا أن يصدقوا } ، يقول : إلا أن يصدق أولياء المقتول بالدية على القاتل ، فهو خير لهم ، { فإن كان } هذا المقتول { من قوم عدو لكم } من أهل الحرب ، { وهو } ، يعني المقتول { مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة } نزلت في مرداس بن عمر القيسي ، ولا دية له ، { وإن كان } هذا المقتول وكان ورثته { من قوم بينكم وبينهم ميثاق } ، يعني عهد { فدية مسلمة إلى أهله } ، أي إلى أهل المقتول ، يعني إلى ورثته بمكة ، وكان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة يومئذ عهد ، { و } عليه { وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد } الدية { ف } عليه { فصيام شهرين متتابعين توبة من الله } ، تلك الكفارة تجاوز من الله في قتل الخطأ لهذه الأمة ، لأن المؤمن كان يقتل بالخطأ في التوراة على عهد موسى ، عليه السلام ، { وكان الله عليما حكيما } ، حكم الكفارة والرقبة .