تفسير الأعقم - الأعقم  
{۞وَمَن يُهَاجِرۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُرَٰغَمٗا كَثِيرٗا وَسَعَةٗۚ وَمَن يَخۡرُجۡ مِنۢ بَيۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (100)

{ ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة } الآية قيل : لما نزلت آيات الهجرة سمعها رجل من خزاعة يقال له جندب بن ضمرة وكان مريضاً فأمر أهله أن يفرشوا له على سريره ويحملونه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ففعلوا فمات في الطريق ، وروي أنه لما خرج ومات وبلغ خبره المسلمين فقالوا : لو بلغ المدينة لكان أتم أجره ، وقال المشركون : ما أدرك ما طلب فنزلت ، وروي أن جندب بن ضمرة لما أدركه أخذ بيمينه على شماله ثم قال : اللهم هذه لك وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعك عليه رسولك ، وقيل : نزلت في أكثم بن صيفي فلما بعث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرسل ولده إليه فآمن به فلما رجع إلى أبيه وأخبره بخبره كما كرامة لقومه ودعاهم إليها ثم قال لهم : أطيعوني يكن لكم شرف الدنيا والآخرة ، فقالوا : خرّف الشيخ فلما عصوه ركب راحلته وتوجه الى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلحقه رجل من سفهاء قومه فذعر الناقة فسقط منها فانكسرت رقبته فنزلت ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من فرّ بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبراً من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق أبيه إبراهيم ونبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " من { يجد في الأرض مراغماً كثيراً } يعني طريقاً يراغم فيه أي يفارقهم فيه على رغمهم والرغم الهون فقد وقع أجره على الله فقد وقع ثوابه عليه