تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰٓ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَتَبَدَّلُواْ ٱلۡخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِۖ وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَهُمۡ إِلَىٰٓ أَمۡوَٰلِكُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حُوبٗا كَبِيرٗا} (2)

{ وآتوا اليتامى } ، يعني الأوصياء ، يعني أعطوا اليتامى { أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب } ، يقول : ولا تتبدلوا الحرام من أموال اليتامى بالحلال من أموالكم ، ولا تذرو الحلال وتأكلوا الحرام ، { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } ، يعني مع أموالكم ، كقوله سبحانه : { فأرسل إلى هارون } ( الشعراء : 13 ) ، يعني مع هارون ، { إنه كان حوبا كبيرا } ، يعني إثما كبيرا بلغة الحبش ، وقد كان أهل الجاهلية يسمون الحوب الإثم ، نزلت في رجل من غطفان ، يقال له : المنذر بن رفاعة ، كان معه مال كبير ليتيم ، وهو ابن أخيه ، فلما بلغ طلب ماله فمنعه ، فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر أن يرد عليه ماله ، وقرأ عليه الآية ، فلما سمعها قال : أطعنا الله وأطعنا الرسول ، ونعوذ بالله من الحوب الكبير ، فدفع إليه ماله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "هكذا من يطع ربه عز وجل ، ويوق شح نفسه ، فإنه يحل داره ، يعني جنته ، فلما قبض الفتى ماله ، أنفقه في سبيل الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ثبت الأجر ، وبقى الوزر" ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : قد عرفنا ثبت الأجر ، فكيف بقى الوزر وهو ينفق في سبيل الله ؟ فقال الأجر للغلام ، والوزر على والده .