{ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } ، نزلت في خميصة بن الشمردل ، وذلك أن الله عز وجل أنزل : { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } ، يعني بغير حق ، { إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } ( النساء : 10 ) ، فخاف المؤمنون الحرج ، فعزلوا كل شيء لليتيم من طعام ، أو لبن ، أو خادم ، أو ركوب ، فلم يخالطوهم في شيء منه ، فشق ذلك عليهم وعلى اليتامى ، فرخص الله عز وجل من أمولهم في الخلطة ، فقال : { وإن تخالطوهم فإخوانكم } ( البقرة : 220 ) ، فنسخ من ذلك الخلطة ، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عما ليس به بأس ، وتركوا أن يسألوه عما هو أعظم منه ، وذلك أنه كان يكون عند الرجل سبع نسوة ، أو ثمان ، أو عشر حرائر ، لا يعدل بينهن ، فقال سبحانه : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } ، يقول : ألا تعدلوا في أمر اليتامى ، فخافوا الإثم في أمر النساء ، واعدلوا بينهن ، فذلك قوله عز وجل : { فانكحوا ما طاب لكم } ، يعني ما يحل لكم { من النساء مثنى وثلاث ورباع } ، ولم يطب فوق الأربع ، ثم قال سبحانه : { فإن خفتم } الإثم { ألا تعدلوا } في الاثنين والثلاث والأربع في القسمة والنفقة ، { فواحدة } ، يقول : فتزوج واحدة ولا تأثم ، فإن خفت أن لا تحسن إلى تلك الواحدة ، { أو ما ملكت أيمانكم } من الولائد ، فاتخذ منهن { ذلك أدنى ألا تعولوا } ، يقول : ذلك أجدر ألا تميلوا عن الحق في الواحدة وفي إتيان الولائد بعضهم على بعض ، ولما نزلت : { مثنى وثلاث ورباع } ، كان يومئذ تحت قيس بن الحارث ثمان نسوة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "خل سبيل أربعة منهن وأمسك أربعة" ، فقال للتي يريد إمساكها : أقبلي ، وللتي لا يريد إمساكها : أدبري ، فأمسك أربعة وطلق أربعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.