تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۖ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ ثَوَابٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ} (195)

فأخبر الله عز وجل بفعلهم وبما أجابهم ، وأنجز الله عز وجل لهم موعوده ، فذلك قوله سبحانه : { فاستجاب لهم ربهم } ، فقال : { أني لا أضيع عمل عامل منكم } في الخير ، { من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا } إلى المدينة ، { وأخرجوا من ديارهم } ، وذلك أن كفار مكة أخرجوا مؤمنيهم من مكة ، ثم قال سبحانه : { وأوذوا في سبيلي } ، يعني في سبيل دين الإسلام ، { وقاتلوا } المشركين ، { وقاتلوا لأكفرن عنهم } ، يعني لأمحون عنهم { سيئاتهم } يعني خطاياهم ، { ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار } ، يعني بجنات البساتين ، ذلك الذي ذكر كان { ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب } ، يعني الجنة ، نزلت في أم سلمة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، ابنة أبي أمية المخزومي حين قالت : ما لنا معشر النساء عند الله خير ، وما يذكرنا بشيء ، ففيها نزلت : { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات } ( الأحزاب : 35 ) في الأحزاب إلى آخر الآية ، فأشرك الله عز وجل الرجال مع النساء في الثواب كما شاركن الرجال في الأعمال الصالحة في الدنيا .