قوله : ( وَءَاتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ) الآية [ 2 ] .
هذه الآية عنى بها أوصياء اليتامى أن يعطوهم ما لهم إذا بلغوا الحلم وأنس( {[11520]} ) منهم الرشد ، ولا يقال يتيم إلاّ لمن ( لم )( {[11521]} ) يبلغ الحلم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يُتم بعد البلوغ " ( {[11522]} ) ، وسموا يتامى في الآية وإن كان قد بلغوا الحلم على الاسم الأول( {[11523]} ) .
( وَلاَ تَتَبَدَّلُوا( {[11524]} ) الخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ) أي الحرام عليكم من أموالهم بالحلال من أموالكم .
قال الزهري : تعطي لهم مهزولاً وتأخذ سميناً أي : لا تأخذ الجيد من أموالهم وتعطي مكانه الرديء تقول شيئاً بشيء ودرهماً( {[11525]} ) بدرهم وشاة بشاة والذي تأخذ خير من الذي تعطي والاسم واحد( {[11526]} ) .
قوله : ( وَلاَ تَاكُلُوا أَمْوَالَهُمُ إِلَى أَمْوَالِكُم ) معناه : لا تخلطوا أموالهم مع أموالكم فتأكلوا الجميع فنهوا عن أكلها ، وأحلّ الله لهم المخالطة بقوله : ( وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ( {[11527]} ) فَإِخْوَانُكُمْ ) وذلك أنهم اشتدّ عليهم عزل( {[11528]} ) أموال اليتامى ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ( وَإِن تُخَالِطُوهُمْ( {[11529]} ) فَإِخْوَانُكُم ) . وحذّرهم هنا من أكلها عند المُخالطة . ( وإلى ) بمعنى : مع( {[11530]} ) ، وقيل : ( إلى ) على بابها ، والمعنى لا تجمعوا أموالهم إلى أموالكم ( إنه كان ) أي : إن أكلكم أموال اليتامى إثم كبير .
وقيل معنى( {[11531]} ) : ( وَلاَ تَاكُلُوا أَمْوَالَهُمُ إِلَى أَمْوَالِكُمُ ) لا تربح على يتيمك يهوى عندك دابة أو ثوباً أو غير ذلك وهو غير جاهل فتزداد( {[11532]} ) عليه في الثمن( {[11533]} ) .
وكون ( إلى ) بمعنى مع أولى ، وعليه أكثر الناس ، وذلك أن ( إلى ) أصلها أن تكون نهاية أو تكون حداً نحو ( إِلَى اللَّيْلِ )( {[11534]} ) فهذا نهاية لا يدخل [ ما ]( {[11535]} ) بعدها فيما قبلها ونحو قوله : ( إِلَى الكَعْبَيْنِ )( {[11536]} ) فهذا حد تدخل الكعبان في الغسل ومثله ( إلى المرفقين )( {[11537]} ) فإن خرجت إلى عن هذين الأصلين كانت بمعنى حرف آخر ، فلما لم يحسن فيها في هذا الموضع النهاية ولا الحد كانت بمعنى مع( {[11538]} ) .
والهاء في ( إنه كان ) قيل : تعود على الأكل( {[11539]} ) . وقيل : تعود على التبدل .
[ وقيل( {[11540]} ) : على المال ]( {[11541]} ) .
والحوب : الإثم( {[11542]} ) .
وقال نافع : ( بِالطَّيِّبِ ) تمام ، [ وقال أحمد بن موسى( {[11543]} ) ( إِلَى أَمْوَالِكُمُ ) تمام( {[11544]} ) ]( {[11545]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.