الآية 2 وقوله تعالى : { وآتوا اليتامى أموالهم } يحتمل هذا وجهين :
أحدهما : احفظوا أموالهم إلى أن يخرجوا من اليتم فإذا خرجوا من اليتم أعطوهم أموالهم .
والثاني : {[4782]} قوله عز وجل { وآتوا اليتامى أموالهم } أي أنفقوا عليهم من أموالهم ( ووسعوا ) {[4783]} عليهم النفقة ولا تضيقوها لتنظروا إلى أموالهم{[4784]} و{ وآتوا } بمعنى وأتوا لوقت{[4785]} الخروج من اليتم أي احفظوا لتؤتوا .
وقوله تعالى : { ولا تبدلوا الخبيث بالطيب } ( أي لا تأخذوا ){[4786]} الخبيث فتتركوا لهم وعد لكم في الآخرة بحفظ أموالهم وقيل : لا تأخذوا الجياد من ماله وتعطوا{[4787]} الردئ منه{[4788]} له فذلك تبديل الخبيث وهو أموال اليتامى وتذروا الطيب وهو أموالكم إشفاقا على أموالكم أن تنفق{[4789]} ، وقيل : لا تأكلوا الحرام مكان الحلال لأن أكل مال اليتيم حرام وأكل مالكم حلال{[4790]} ، فنهى أن يبدلوا الخبيث بالطيب ويحتمل : لا تأخذ ماله وهو خبيث فيؤخذ{[4791]} منك الذي لك وهو طيب ويحتمل : لا تأكلوا ذلك إبقاء لأموالكم التي / 78 –أ/ طيبها الله ( تعالى لكم بما جعل الله لكم طيبا ) {[4792]} ويحتمل : لا تأكلوا أموالهم في الدنيا فتكون هي نار تأكلونها فتتركوا الموعود لكم في إبقاء الخبيث كقوله : { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } الآية ( النساء 10 ) .
وقوله تعالى : { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } يحتمل هذا والله أعلم وجهين : يحتمل قوله : أموالهم إلى أموالكم } أي مع أموالكم أي لا تخلطوا أموالهم مع أموالكم فتأكلوها ففيه نهي عن الخلط والجمع ويحتمل { أموالهم إلى أموالكم } أي بأموالكم ففيه النهي عن أكل أموالهم بأموال أنفسهم تبعا ، كقوله عز وجل : { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } ( الأنعام 152 ) وقوله عز وجل : { ولا تأكلوا أموالكم } بمعنى لا تجمعوها إليها فتأكلوها{[4793]} معا ، ويحتمل مع أموالكم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إنه كان حوبا كبيرا } قيل : ( جورا وقيل ) {[4794]} الحوب الإثم وهو واحد ، وقيل خطأ ، وقيل : ذنبا كبيرا ، وقيل : إثما ، وكذلك روي عن ابن عباس رضي الله عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.