تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞يَوۡمَ يَجۡمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبۡتُمۡۖ قَالُواْ لَا عِلۡمَ لَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ} (109)

قوله سبحانه : { يوم يجمع الله الرسل } ، يعني الأنبياء ، عليهم السلام ، { فيقول ماذا أجبتم } في التوحيد ، { قالوا لا علم لنا } ، وذلك أول ما بعثوا عند زفرة جهنم ، لأن الناس إذا خرجوا من قبورهم تاهت عقولهم ، فجالوا في الدنيا ثلاثين سنة ، ويقال : أربعين سنة ، ثم ينادي مناد عند صخرة بيت المقدس : يا أهل الدنيا ، ها هنا موضع الحساب ، فيسمع النداء جميع الناس ، فيقبلون نحو الصوت ، فإذا اجتمعوا ببيت المقدس ، زفرت جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا ظن أنه لو جاء بعمل سبعين نبيا ما نجا ، فعند ذلك تاهت عقولهم ، فيقول لهم عند ذلك ، يعني المرسلين : { ماذا أجبتم } في التوحيد ، { قالوا لا علم لنا } { إنك أنت علام الغيوب } ، ثم رجعت عقولهم بعد ذلك إليهم ، فشهدوا على قومهم أنهم قد بلغوا الرسالة عن ربهم ، فذلك قوله سبحانه : { ويقول الأشهاد } ، يعني الأنبياء ، { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم } ( هود :

18 ) .