تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ٱلۡيَوۡمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُۖ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ حِلّٞ لَّهُمۡۖ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحۡصِنِينَ غَيۡرَ مُسَٰفِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِيٓ أَخۡدَانٖۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُۥ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (5)

قوله : { اليوم أحل لكم الطيبات } ، يعني الحلال ، أي الذبائح من الصيد ، { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم } ، يعني بالطعام ذبائح الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى ، ذبائحهم ونساؤهم حلال للمسلمين ، { وطعامكم حل لهم } ، يعني ذبائح المسلمين وذبائح نسائهم حلال لليهود والنصارى ، ثم قال عز وجل : { والمحصنات من المؤمنات } ، يعني وأحل لكم تزويج العفائف من المؤمنات ، { والمحصنات من الذين أوتوا

الكتاب من قبلكم } ، يعني وأحل تزويج العفائف من حرائر نساء اليهود والنصارى ، نكاحهن حلال للمسلمين ، { إذا آتيتموهن أجورهن } ، يعني إذا أعطيتموهن مهورهن ، { محصنين } لفروجهن من الزنا ، { غير مسافحين } يعني غير معلنات بالزنا علانية ، { ولا متخذي أخدان } ، يعني لا تتخذ الخليل في السر فيأيتها ، فلما أحل الله عز وجل نساء أهل الكتاب ، قال المسلمون : كيف تتزوجوهن وهن على غير ديننا ، وقالت نساء أهل الكتاب : ما أحل الله تزويجنا للمسلمين إلا وقد رضى أعمالنا ، فأنزل الله عز وجل : { ومن يكفر بالإيمان } ، يعني من نساء أهل الكتاب بتوحيد الله ، { فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين } ، يعني من الكافرين .