تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (144)

{ ومن الإبل اثنين } ذكرا وأنثى ، { ومن البقر اثنين } ذكرا وأنثى ، { قل } يا محمد { آلذكرين حرم أم الأنثيين } ، يعني من أين تحريم الأنعام من قبل الذكرين أم قبل الأنثيين ؟ { أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين } ، يقول : على ما اشتمل ، ما يشتمل الرحم إلا ذكرا أو أنثى ، فأين هذا الذي جاء التحريم من قبله ، وما اشتمل الرحم إلا على مثلها .

يقول : ما تلد الغنم إلا الغنم ، وما تلد الناقة إلا مثلها ، يعني أن الغنم لا تلد البقر ، ولا البقر تلد الغنم ، فإن قالوا : حرم الأنثيين ، خصوا ولم يجز لهم أن يأكلوا الإناث من الأنعام ، وإن قالوا : الذكرين ، لم يجز لهم أن يأكلوا ذكور الأنعام ، فسكتوا ، يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : { نبؤوني بعلم إن كنتم صادقين } بأن الله حرم هذا ، ثم قال : { أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا } التحريم ، فسكتوا فلم يجيبوه ، إلا أنهم قالوا : حرمها آباؤنا ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : "فمن أين حرمه آباؤكم ؟" ، قالوا : الله أمرهم بتحريمه ، فأنزل الله : { فمن أظلم } ، يقول : فلا أحد أظلم { ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } .