الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (144)

والإِبل : اسم جمع لا واحد له من لفظه ، بل واحدُه جمل وناقة وبعير ، ولم يجئ اسم على فِعِل عند سيبويه غيره ، وزاد غير سيبويه بِكِراً وإِطِلاً ووِتِداً ومِشِطاً ، وسيأتي لهذا مزيد بيان في الغاشية إن شاء الله ، والنسبة إليه إبَلي بفتح الباء لئلاَّ يتوالَى كسرتان مع ياءين .

قوله : { ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ } الذَّكَرَيْن منصوب بما بعده ، وسببُ إيلائه الهمزةَ ما تقدم في قوله " أأنت قلتَ للناس " و " أم " عاطفة للأُنْثَيَيْن على الذكرين ، وكذلك أم الثانية عاطفة ما الموصولة على ما قبلها فمحلُّها نصبٌ تقديره : أم الذي اشتملت عليه أرحام ، فلما التقت الميم ساكنة مع ما بعدها وجَب الإِدغامُ .

و " أم " في قوله تعالى : { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ } : منقطعة ليست عاطفةً ؛ لأن بعدها جملةً مستقلة بنفسها فتُقَدَّر ب بل والهمزة والتقدير : بل أكنتم شهداء . و " إذ " منصوب بشهداء أنكر عليهم ما ادَّعَوْه ، وتهكَّم بهم في نسبتهم إلى الحضور في وقتِ الإِيصاء بذلك . و " بهذا " إشارة إلى جميع ما تقدَّم ذِكْرُه من المحرَّمات عندهم .