بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (144)

{ وَمِنَ الإبل اثنين وَمِنَ البقر اثنين قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأنثيين أَمَّا اشتملت عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأنثيين } يعني : من أين جاء هذا التحريم .

ثم قال : { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء } يعني : إذا لم تقدروا على إثبات تحريم ذلك بالعقل فهل لكم كتاب يشهد على تحريم هذا ؟ فذلك قوله : { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء } { إِذْ وصاكم الله بهذا } يعني : أمركم الله بهذا التحريم فسكت مالك بن عوف وتحير فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « مَا لَكَ لاَ تتكلم » فقال : بل تكلم أنت فأسمع قال الله عز وجل : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِبًا } بغير حجة وبيان { لِيُضِلَّ الناس بِغَيْرِ عِلْمٍ } يعني : ليصرف الناس عن حكم الله تعالى بالجهل { إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } يعني : لا يرشدهم إلى الحجة ويقال لا يوفقّهم إلى الهدى مجازاةً لكفرهم . قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر { وَمِنَ المعز } بنصب العين . وقرأ الباقون بالجزم . ومعناهما واحد .