الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِنَ ٱلۡإِبِلِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡبَقَرِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ وَصَّىٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَٰذَاۚ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا لِّيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (144)

قوله سبحانه : { وَمِنَ الإبل اثنين وَمِنَ البقر اثنين قُلْ ءَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ . . . } [ الأنعام :144 ] .

القولُ في هذه الآية في المعنى وترتيبِ التقسيمِ ، كما تقدَّم ، فكأنه قال : أنتم الذين تدَّعون أن اللَّه حرم خصائصَ مِنْ هذه الأنعام لا يَخْلُو تحريمه مِنْ أن يكون في الذَّكَرَيْن ، أو في الأُنْثَيَيْن ، أو فيما اشتملت عليه أرحامُ الأنثيين ، لكنه لم يُحَرِّم لا هذا ، ولا هذا ، ولا هذا ، فلم يَبْقَ إلا أنه لم يَقَعْ تحريمٌ ، قال الفَخْر : والصحيحُ عندي أن هذه الآية لم ترد على سبيل الاستدلال على بطلان قولهم ، بل هي استفهام على سبيل الإنكار ، وحاصلُ الكلام : أنكم لا تعترفُون بنبوءة أحد من الأنبياء ، فكيف تثبتون هذه الأحكام المختلفة ، انتهى .

وقوله سبحانه : { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وصاكم الله بهذا } : استفهامٌ ، على سبيل التوبيخِ ، و{ شُهَدَاء } : جمعُ شهيدٍ ، وباقي الآية بيِّن .