تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا} (2)

{ فإذا بلغن أجلهن } يعني به انقضاء العدة قبل أن تغتسل { فأمسكوهن } إذا راجعتموهن { بمعروف } يعني طاعة الله { أو فارقوهن بمعروف } يعني طاعة الله في غير إضرار فهذا هو الإحسان { وأشهدوا } على الطلاق والمراجعة { ذوي عدل منكم } ثم قال للشهود { وأقيموا الشهادة لله } على وجهها { ذلكم } الذي ذكر الله تعالى من الطلاق والمراجعة { يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر } يعني يصدق بالله أنه واحد لا شريك له ، وبالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، فليفعل ما أمره الله .

ثم قال :{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا } آية نزلت في عوف بن مالك الأشجعي ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فشكا إليه الحاجة والفاقة ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر ، وكان ابن له أسير ، في أيدي مشركي العرب فهرب منهم فأصاب منهم إبلا ومتاعا ، ثم إنه رجع إلى أبيه ، فانطلق أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالخبر ، وسأله : أيحل له أن يأكل من الذي أتاه ابنه ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" نعم" ، فأنزل الله تعالى :{ ومن يتق الله } فيصبر { يجعل له مخرجا } من الشدة