تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَـٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (180)

{ ولله الأسماء الحسنى } ، وذلك أن رجلا دعا الله في الصلاة ، ودعا الرحمن ، فقال رجل من مشركي مكة ، وهو أبو جهل : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحدا ، فما بال هذا يدعو ربين اثنين ، فأنزل الله : { ولله الأسماء الحسنى } ، يعني الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، ونحوها ، يقول : { فادعوه بها } ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ، فقال : "ادع الله ، وادع الرحمن ، ورغما لأنف المشركين ، فإنك ما دعوت من هذه الأسماء ، فله الأسماء الحسنى" ، قال : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } ، يعني يميلون في أسمائه عن الحق ، فيسمون الآلهة : اللات ، والعزى ، وهبل ، ونحوها ، وأساف ، ونائلة ، فمنعهم الله أن يسموا شيئا من آلهتهم باسم الله ، ثم قال : { سيجزون } العذاب في الآخرة { ما كانوا يعملون } .