غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (36)

31

ثم بين ما بنوا عليه أمر دينهم فقال : { وما يتبع أكثرهم إلا ظناً } أي في إقرارهم بالله لأنه قول غير مستند إلى برهان عندهم بل سمعوه من أسلافهم أو في قولهم للأصنام أنها آلهة أو شفعاء ، وعلى هذا فالمراد بالأكثر الجميع . { إن الظن } في معرفة الله وفيما يجب تحقيقه { لا يغني من الحق } وهو العلم والتحقيق { شيئاً } من الغناء . والمعنى أن الظن لا يقوم مقام العلم في شيء من الأحوال . ثم أوعدهم على اتباعهم الظن وتقليد الآباء بقوله : { إن الله عليم بما يفعلون } . وتمسك نفاة القياس بالآية ظاهر من قبل أن القياس لا يفيد إلا الظن . وأجيب بأن التمسك بالعمومات لا يفيد إلا الظن وهذه الآية من العمومات فلم يجب اتباعها بزعمكم ، وما أفضى ثبوته إلى نفيه كان متروكاً .