والأكثرون على أن المراد بقوله { حمالة الحطب } أنها كانت تمشي بالنميمة ، يقال للنمام المفسد بين الناس : إنه يحمل الحطب بينهم ، أي يوقد بينهم النائرة . ويقال للمكثار : هو كحاطب ليل . وقال أبو مسلم وسعيد بن جبير : أراد ما حملت من الآثام في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه كان كالحطب في مصيره إلى النار نظيره { فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً } [ الأحزاب :58 ] { وليحملن أثقالهم } [ العنكبوت :13 ] يروى عن أسماء أنه لما نزلت السورة جاءت أم جميل ، ولها ولولة ، وبيدها حجر ، فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، ومعه أبو بكر ، وهي تقول :
مذمماً قلينا ودينه أبينا وحكمه عصينا
فقال أبو بكر : يا رسول الله ، قد أقبلت إليك ، فأنا أخاف أن تراك . فقال صلى الله عليه وسلم : إنها لا تراني ، وقرأ { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً } [ الإسراء :45 ] ، فقالت لأبي بكر : قد ذكر لي أن صاحبك هجاني . فقال أبو بكر : لا ورب الكعبة ما هجاك . قالت العلماء : لعل أبا بكر عني بذلك أن الله تعالى قد هجاها ، ولم يهجها الرسول ، أو اعتقد أن القرآن لا يسمى هجواً . ثم إن أم جميل ولت ، وهي تقول : قد علمت قريش أني بنت سيدها . قال الواحدي : المسد في كلام العرب الفتل . يقال : مسد الحبل مسداً إذا أجاد فتله . ورجل ممسود إذا كان مجدول الخلق . والمسد -بالتحريك- ما مسد ، أي فتل من أي شيء كان ، كالليف والخوص وجلود الإبل والحديد . وقد عرفت معنى قوله { في جيدها حبل من مسد } على رأي بعض أهل التفسير . وقال الآخرون : المعنى أن حالها تكون في نار جهنم على الصورة التي كانت عليها في المعنى عند النميمة ، أو في الظاهر حين كانت تحمل الحزمة من الشوك ، فلا تزال على ظهرها حزمة من حطب النار من شجرة الزقوم ، وفي جيده حبل من سلاسل النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.