غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ} (105)

103

{ وكأين من آية } الأكثرون على أنه لفظ مركب من كاف التشبيه وأيّ التي هي في غاية الإبهام إذا قطعت عن الإضافة لكنه انمحى عن الجزأين معناهما الإفرادي وصار المجموع كاسم مفرد بمعنى " كم " الخبرية . والتمييز عن الكاف لا عن أي كما في مثلك رجلاً ، والأكثر إدخال " من " في تمييزه . وقد مر في سورة البقرة في تفسير قوله سبحانه : { إن في خلق السموات والأرض } { الآية : 164 } وفي مواضع أخر تفصيل بعض الآيات السماوية والأرضية الدالة على توحيد الصانع وصفات جلاله . ومن جملة الآيات قصص الأوّلين وأحوال الأقدمين .

ومعنى { يمرون عليها } أشياء يشاهدونها { وهم عنها معرضون } لا يعتبرون بها . وقرىء { والأرض } بالرفع على الابتداء خبره { يمرون } والمراد ما يرون من آثار الأمم الهالكة وغير ذلك من العبر . والحاصل أن جملة العالم العلوي والعالم السفلي محتوية على الدلائل والبينات على وجود الصانع ونعوت كماله ولكن الغافل يتعامى عن ذلك .

/خ111