السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ} (105)

ثم إنّ الله تعالى أخبر عنهم أنهم لما تأمّلوا الآيات الدالة على توحيده تعالى بقوله تعالى :{ وكأين } ، أي : وكم { من آية } دالة على وحدانية الله تعالى { في السماوات } كالنيرين وسائر الكواكب والسحاب وغير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى { والأرض } من الجبال والشجر والدوابّ وغير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى { يمرّون عليها } ، أي : يشاهدونها { وهم عنها معرضون } ، أي : لا يتفكرون فيها فلا عجب إذا لم يتأمّلوا في الدلائل على نبوّتك ، فإن العالم مملوء من دلائل التوحيد والقدرة والحكمة ، ثم إنهم يمرّون عليها ولا يلتفتون إليها .