{ وكذلك } إشارة إلى المذكور قبله أي وكما أنمناهم تلك النومة وفعلنا بهم ما فعلنا من الكرامات كذلك { بعثناهم } وفيه تذكير لقدرته على الإنامة والبعث جميعاً ، ثم ذكر غاية بعثهم فقال : { ليتساءلوا } أي ليقع التساؤل بينهم والاختلاف والتنازع في مدة اللبث غرض صحيح لما فيه من انكشاف الحال وظهور آثار القدرة { قال قائل منهم كم لبثتم } قال ابن عباس : وهو رئيسهم يمليخارد علم ذلك إلى الله تعالى حين رأى التغير في شهورهم وأظفارهم وبشرتهم . والفاء في { فابعثوا } للتسبيب كأنه قل : واذ قد حصل اليأس من تعيين مدة اللبث فخذوا في شيء آخر مما يهمكم . والورق الفضة مضروبة أو غير مضروبة . وفي تزودهم الورق عند فرارهم دليل على أن إمساك بعض ما يحتاج إليه الإنسان في سفره وحضره لا ينافي التوكل على الله . والمدينة طرسوس . قال في الكشاف : { أيها } معناه أيّ أهلها { أزكى طعاماً } وأقول : يحتمل أن يعود الضمير إلى الأطعمة ذهناً كقوله : " زيد طيب أباً " على أن الأب هو زيد ، ويجوز أن يراد أي أطعمة المدينة أزكى طعاماً على الوجه المذكور . عن ابن عباس : يريد ما حل من الذبائح لأن عامة أهل بلدهم كانوا مجوساً وفيهم قوم يخفون أديانهم .
وقال مجاهد : احترزوا من المغصوب لأن ملكهم كان ظلماً . وقيل : أيها أطيب وألذ . وقيل : الرخص { وليتلطف } وليتكلف اللطف فيما يباشره من أمر المبايعة حتى لا يغبن . والأظهر أنهم طلبوا اللطف في أمر التخفي حتى لا يعرف . يؤيده قوله { ولا يشعرون بكم أحد } أي لا يفعلن ما يؤدي إلى الشعور ويسبب له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.