الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ قَبَضۡنَٰهُ إِلَيۡنَا قَبۡضٗا يَسِيرٗا} (46)

وقوله جل ذكره{[50130]} : { ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا }[ 46 ] ، أي : قبضنا ذلك الدليل من الشمس على الظل إلينا قبضا خفيا{[50131]} سريعا{[50132]} بالشمس الذي{[50133]} يأتي بها فتنسخه .

قال مجاهد ثم قبضناه : جري الشمس إياه .

وقيل{[50134]} : إن الهاء في { قبضناه }[ 46 ] ، عائدة على الظل ، فمعنى الكلام ثم قبضنا الظل إلينا بعد غروب الشمس ، وذلك أن الظل{[50135]} إذا غربت الشمس يعود{[50136]} فيقبضه الله بدخول الظلمة عليه{[50137]} قبضا خفيا ، ليس يذهبه مرة واحدة ، بل يذهب قليلا قليلا .

وقال ابن عباس{[50138]} { يسيرا }[ 46 ] ، سريعا . وأصل اليسير أنه فعيل من اليسر وهو السهل اللين .

وقال مجاهد : يسيرا : خفيا{[50139]} .

قال ابن جريج : مثل قول مجاهد وزاد : إنما بين الشمس والظل مثل الخيط{[50140]} .

وقال{[50141]} : { دليلا } والشمس مؤنثه لأنه ذهب إلى الضوء .

وقيل : ذكر لأن الشمس لا علامة فيها للتأنيث .

وذهب أبو عبيدة{[50142]} : أن العرب تقول : هي عديلي{[50143]} للتي{[50144]} تعادله ، وهي وحيي .


[50130]:"جل ذكره".
[50131]:ز: "يسير" وبعده: "أي".
[50132]:بعدها في ز: خفيا.
[50133]:ز: التي تأتي.
[50134]:انظر: ابن جرير19/20.
[50135]:بعده في ز: "يعود".
[50136]:"الشمس يعود" سقط من ز.
[50137]:"عليه" سقطت من ز.
[50138]:انظر: ابن جرير 19/20، وزاد المسير 6/93، والقرطبي 13/38، وقد عزاه للضحاك، والبحر6/504، وابن كثير5/155، والدر19/261، وفتح القدير 4/80.
[50139]:انظر: ابن جرير19/20، وزاد المسير6/93، والقرطبي13/38 وقد عزاه لقتادة، وانظر: ابن كثير5/155، والدر19/262.
[50140]:انظر: ابن جرير19/20.
[50141]:ز: وقيل.
[50142]:انظر: مجاز القرآن2/75.
[50143]:ز: عديل.
[50144]:"للتي" سقطت من ز.