اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ قَبَضۡنَٰهُ إِلَيۡنَا قَبۡضٗا يَسِيرٗا} (46)

قوله : «ثُمَّ قَبَضْنَاهُ » يعني : الظل { إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } بالشمس التي تأتي عليه ، والقبض جمع المنبسط من الشيء ، معناه : أن الظل يعم جميع الأرض قبل طلوع الشمس ، فإذا طلعت الشمس قبض الله الظل جزءاً فجزءاً «قَبْضاً يَسِيراً » أي : خفياً{[36314]} ، وقيل : المراد من قبضها يسيراً قبضها عند قيام الساعة ، وذلك قبض أسبابها ، وهي الأجرام التي تلقي الظلال{[36315]} . وقوله : «يَسِيراً » كقوله : { حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } [ ق : 44 ] .


[36314]:انظر البغوي 6/181.
[36315]:انظر الفخر الرازي 24/88.