وقوله { ثُمَّ قبضناه } معطوف أيضاً على مَدَّ داخل في حكمه . والمعنى : ثم قبضنا ذلك الظلّ المدود ، ومحوناه عند إيقاع شعاع الشمس موقعه بالتدريج حتى انتهى ذلك الإظلال إلى العدم والإضمحلال . وقيل المراد في الآية قبضه عند قيام الساعة بقبض أسبابه ، وهي الأجرام النيرة . والأوّل أولى . والمعنى : أن الظلّ يبقى في هذا الجوّ من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضاً ، وخلفه في هذا الجوّ شعاع الشمس ، فأشرقت على الأرض ، وعلى الأشياء إلى وقت غروبها ، فإذا غربت فليس هناك ظلّ ، إنما فيه بقية نور النهار وقال قوم : قبضه بغروب الشمس ، لأنها إذا لم تغرب ، فالظلّ فيه بقية ، وإنما يتمّ زواله بمجيء الليل ، ودخول الظلمة عليه .
وقيل المعنى : ثم قبضنا ضياء الشمس بالفيء { قَبْضاً يَسِيراً } ومعنى { إِلَيْنَا } : أن مرجعه إليه سبحانه كما أن حدوثه منه قبضاً يسيراً : أي على تدريج قليلاً قليلاً بقدر ارتفاع الشمس ، وقيل يسيراً سريعاً ، وقيل المعنى يسيراً علينا : أي يسيراً قبضه علينا ليس بعسير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.