غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَمَكَثَ غَيۡرَ بَعِيدٖ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإٖ يَقِينٍ} (22)

15

ثم أخبر الله سبحانه أنه أتى بسلطان مبين وذلك قوله { فمكث غير بعيد } أي غير زمان بعيد { فقال } مخاطباً لسليمان { أحطت بما لم تحط به } قالوا : فيه إبطال قول من زعم أن إمام الزمان لا يخفى عليه شيء ولا يكون في زمانه أحد أعلم منه . وفيه دليل على شرف العلم وأن صاحبه له أن يكافح به من هو أعلى حالاً منه . والإحاطة بالشيء علماً هو أن يعلمه من جميع جهاته . وقوله { من سبأ بنبأ } من جملة صنائع البديع على أن النبأ خبر له شأن فذكره في هذا الموضع دون أن يقول " من سبأ بخبر " حسن على حسن . وسبأ اسم للقبيلة فلا ينصرف أو اسم للحي أو الأب الأكبر فينصرف ، وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ثم سميت مدينة مأرب بسبأ وبينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث . ويحتمل أن يراد بسبأ المدينة أو القوم .

/خ44