غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَّاۤ يَسۡجُدُواْۤ لِلَّهِ ٱلَّذِي يُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُخۡفُونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (25)

15

قوله { ألا يسجدوا } من قرأ بالتشديد على أن الجار محذوف فإن كان متعلقاً بالصد فالتقدير صدهم لأن { لا يسجدوا } وإن كان متعلقاً ب { لا يهتدون } ف { لا } مزيدة أي لا يهتدون إلى أن يسجدوا . ومن قرأ بالتخفيف فقوله { ألا } حرف تنبيه و{ يا } حرف النداء والمنادى محذوف والتقدير : ألا يا قوم اسجدوا كقوله :

ألا يا أسلمي يا دارميّ على البلى *** ولا زال منهلاً بجرعائك القطر

قال الزجاج : السجدة في الآية على قراءة التخفيف دون التشديد . والحق عدم الفرق لأن الذم على الترك كالأمر بالسجود في الاقتضاء . والخبء مصدر بمعنى المخبوء وهو النبات والمطر وغيرهما مما خبأه الله عز وجل من غيوبه ، ومن جملة ذلك اطلاع الكواكب من أفق الشرف بعد اختفائها في أفق الغرب ، ومنها الأقضية والأحكام والوحي والإلهام ، ومنها إنزال الملك وكل أثر علوي . وفي تخصيص وصف الله تعالى في هذا المقام بإخراج الخبء إشارة إلى ما عهده الهدهد من قدرة الله تعالى في إخراج الماء من الأرض ، ألهمه هذا التخصيص كما ألهمه تلك المعرفة .

/خ44