غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَصۡبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوۡاْ مَكَانَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَقُولُونَ وَيۡكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُۖ لَوۡلَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَيۡكَأَنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (82)

71

{ وأصبح الذين تمنوا مكانه } أي منزلته من الدنيا وأسبابها { بالأمس } أي بالزمان المتقدم } يقولون { راغبين في طاعة الله والرضا بقضائه وقسمته { ويكأن الله } من قرأ { وي } مفصولة عن { كأن } وهو مذهب الخليل وسيبويه فهي كلمة تنبيه على الخطأ وتندم كأنهم تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وتندموا ثم قالوا { كأنه لا يفلح الكافرون } أي ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح نظير هذا الاستعمال قول الشاعر :

ويكأن من يكن له نشب يح *** بب ومن يفتقر يعيش عيش ضر

وعند الكوفيين : ويك بمعنى ويلك أي ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون . حكى هذا القول قطربق عن يونس ، وجوّز جار الله أن تكون الكاف كاف الخطاب مضمومة إلى { وي } واللام مقدر قبل أن لبيان المقول لأجله هذا القول والتعليل أي لأنه لا يفلح الكفار كان ذلك الخسف .

/خ88