غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (85)

71

ثم أراد أن يسلي رسوله في خاتمة السورة فقال { إن الذي فرض عليك القرآن } أي أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه { لرادّك إلى معاد } وأي معاد فتنكير المعاد للتعظيم وأنه ليس لغيره من البشر مثله يعني أن الذي حملك صعوبة تكليف التبليغ وما يتصل به لمثيبك عليها ثواباً لا يحيط به الوصف . وقيل : أراد عوده إلى مكة يوم الفتح ، ووجه التنكير ظاهر لأن مكة يومئذ كانت معاداً له شأن لغلبة المسلمين وظهور عز الإسلام وأهله وذل أهل الشرك وحزبه والسورة مكية . فقيل : وعده وهو بمكة في أذلا من أهلها أنه مهاجر بالنبي منها ويعيده إليها في ظفر ودولة . وقيل : نزلت عليه هذه الآية حين بلغ الجحفة في مهاجرة وقد اشتاق إلى وطنه . وفي الآية إخبار عن الغيب وقد وقع كما أخبر فيكون فيه إعجاز دال على نبوّته . وحين وعد رسوله الردّ إلى المعاد المعتبر قال { قل } لأهل الشرك { ربي أعلم } يعني نفسه وإياهم بما يستحقه كل من الفريقين في معاده ، ولا يخفى أن هذا كلام منصف واثق بصدقه وحقيته .

/خ88