غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ} (22)

22

التفسير : لما فرغ من حكاية أهل الشكر وأهل الكفران تمثيلاً عاد إلى مخاطبة كفار قريش وتقريعهم . ومفعولاً زعم محذوف أي زعمتموهم آلهة ، وسبب حذف الأوّل استحقاق عوده إلى الموصول ، وسبب حذف الثاني إقامة الصفة وهي { من دون الله } مقام الموصوف . وتفسير الآية مبني على تفصيل وهو أن مذاهب أهل الشرك أربعة : أحدها قولهم إنا نعبد الملائكة والكواكب التي في السماء فهم آلهتنا والله إلههم فالله تعالى قال في إبطال قولهم أنهم لا يملكون في السموات شيئاً كما اعترفتم ، ولا في الأرض على خلاف ما زعمتم أن الأرض والأرضيات في حكمهم .

وثانيها قول بعضهم إن السموات من الله على سبيل الاستقلال ، وإن الأرضيات منه ولكن بواسطة الكواكب واتصالاتها وانصرافاتها فأبطل معتمد هؤلاء بقوله { وما لهم فيهما من شرك } أي الأرض كالسماء لله لغيره فيها نصيب . وثالثها قول من قال : التركيبات والحوادث كلها من الله لكن فوض ذلك إلى الكواكب وإعانتها فأشار إلى إبطال معتقد هؤلاء بقوله { وما له منهم من ظهير } .

/خ54