ثم حكى أنهم سئموا العيش الهنيء وملوا الدعة والراحة كما طلب بنو إسرائيل البصل والفوم مكان المن والسلوى { فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا } أرادوا أن يجعل الله بينهم وبين الشام مفاوز ليركبوا الرواحل فيها ويتزوّدوا الأزواد قائلين : لو كان جني جناتنا ابعد كان أشهى وأرغد . ويحتمل أن يكون لفساد اعتقادهم وشدّة اعتمادهم على أن ذلك لا يعدم كما يقول القائل لغيره : اضربني مشيراً بذلك إلى أنه لا يقدر عليه . ومن قرأ على الابتداء والخبر فالمراد استبعاد مسايرهم على قصرها ودنوّها لفرط تنعمهم وترفههم { وظلموا أنفسهم } بوضع الكفر موضع الشكر { فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق } فرقناهم كل تفريق لا جرم اتخذ الناس حالهم مثلاً قائلين " ذهبوا أيدي سبأ " أي في طرق شتى . واليد في كلام العرب الطريق يقال : سلك بهم يد البحر . وقيل : الأيادي الأولاد لأنه يعضد بهم كما بالأيدي . والمعنى ذهبوا تفرق أولاد سبأ فلحق غسان بالشام ، وأنمار بيثرب ، وجذام بتهامة ، والأزد بعمان { إن في ذلك } الجعل والتمزيق { لآيات لكل صبار } عن المعاصي { شكور } للنعم أو صبار على النعم حتى لا يلحقه البطر شكور لها برعاية حق الله فيها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.