غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (2)

1

ثم أكد نفاذ أمره وجريان الأمور على وفق مشيئته بقوله { وما يفتح الله للناس } الآية . وفيها دلالة على أن رحمته سبقت غضبه من جهة تقديم الرحمة ومن جهة بيان الضمير في القرينة الأولى بقوله { من رحمة } والإطلاق في قوله { وما يمسك } فيشمل إمساك الغضب وإمساك الرحمة . ومن جهة قوله { من بعده } أي من بعد إمساكه فيفيد أن الرحمة إذ جاءته لم يكن لها انقطاع وإن ضدّها قد ينقطع وإن كان لا يقطعه إلا الله ولهذا لا يخرج أهل الجنة من الجنة وقد يخرج أهل النار من النار { وهو العزيز } الغالب على إرسال الرحمة وإمساكها { الحكيم } الذي لا يمسك ولا يرسل إلا عن علم كامل وصلاح شامل .

/خ1