في قوله { إذ دخلوا عليه } إشارة إلى أنهم بعد التسوّر نزلوا عليه . قال الفراء : قد يجاء بإذ مرتين ويكون معناهما كالواحد كقولك " ضربتك إذ دخلت عليّ إذ اجترأت عليّ " مع أنه يكون وقت الدخول ووقت الاجتراء واحداً . وحين رآهما قد دخلا عليه لا من الطريق المعتاد علم أنهم إنما دخلوا عليه للشر . { ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان } أي نحن خصمان والخصم في الأصل مصدر فلهذا لم يجمعه أوّلاً نظراً إلى أصله ، وثناه ثانياً بتأويل شخصان أو فريقان خصمان ، وجمع الضمائر في قوله { إذ تسوّروا } { إذ دخلوا } { ففزع منهم } { قالوا لا تخف } بناء على أن أقل الجمع اثنان ، أو على أن صحب كل منهما من جملتهما . والأوّل أظهر لأن القائلين كانا اثنين بالاتفاق { بغى بعضنا على بعض } أي بغى أحدنا على الآخر وتعدّى حدّ العدالة . ثم قرروا مقصودهم بثلاث عبارات متلازمة إحداها { فاحكم بيننا بالحق } أي بالعدل الذي هو حكم الله فينا . والثانية { ولا تشطط } وهو نهي عن الباطل بإلزام الحق والشط البعد . شط وأشط لغتان ، أرادوا لا تجر فالجور البعد عن الحق . والثالثة { واهدنا إلى سواء الصراط } أي وسطه وهو مثل لمحض الحق وصدقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.