غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيۡنِ أَضَلَّانَا مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ نَجۡعَلۡهُمَا تَحۡتَ أَقۡدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلۡأَسۡفَلِينَ} (29)

25

ثم حكى عنهم ما سيقولون في النار وهو قولهم { ربنا أرنا } أي أبصرنا { اللذين أضلانا من الجن والإنس } وذلك أن الشياطين ضربان : جني وإنسي ، وقد ورد في القرآن كثيراً ، وقيل : هما إبليس الذي سن الكفر ، وقابيل الذي سن القتل . ومن قرأ بسكون الراء فلثقل الكسرة . وقد يقال : معناه إذ ذاك أعطناه . وحكوا عن الخليل أنك إذا قلت أرني ثوبك بالكسر فمعناه بصرنيه ، وإذا قلت بالسكون فهو بمعنى الإعطاء ونظيره اشتهار الإيتاء في معنى الإعطاء وأصله الإحضار . { نجعلهما تحت أقدامنا } أي نطأهما إذلالاً وإهانة { ليكونا من الأسفلين } الأذلين وقيل : في الدرك الأسفل . وتأوله بعض حكماء الإسلام بأنهما الشهوة والغضب المشار إليهما في قوله { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } [ البقرة : 30 ] كأنهم سألوا توفيق أن يجعلوا القرينين تحت قدم النفس الناطقة .

/خ54